top of page

فقد الحيوان الأليف والتعامل مع الحزن



الحيوانات الأليفة للكثير من الناس تعتبر فردًا من أفراد الأسرة، أو صديقًا عزيزًا يكون قد عاش معه عدة سنوات، فيها الكثير من التفاصيل واللحظات. تكون البداية (غالبا) من الإنقاذ والعلاج، ثم تربيته، ثم الفراق. فترة مليئة بالذكريات والأحداث، سواء في التعاملات المباشرة مع القط كاللعب معه، وإطعامه، وأخذه للتنزه، وآثاره في أثاث المنزل، وذكريات أماكنه المفضلة والمعتادة، وأكلاته المفضلة، ومواؤه المميز.

حتى وإن قصرت هذه المدة، فإن أثرها على المربي عظيم، ولكن هذه التفاصيل والمشاعر مع الأسف لا تستساغ من قبل الكثير من الناس الذين لم يجربوا هذا النوع من الترابط، وبالأخص تجربة فقدان الحيوان الأليف، مما يؤثر أحيانا في ردود فعل المربي تجاه فقده لحيوانه الأليف، لكيلا يشعر بالخجل في إظهار حزنه خوفا من النظرة المجتمعية له.


لماذا نحزن؟


تزودنا الحيوانات الأليفة بالكثير من المشاعر الجيدة ومشاعر الحب، تعطي الفراغ حيويته وتُشعِر من فيه بالألفة، فهي كأطفالِ البشر ولكنها لا تتجاوز مرحلة الطفولة هذه، فتبقى تحب من يعتني فيها ويداعبها ويوفر لها أبسط مقومات العيش، وهي أيضا لا تستطيع أن تعبر عن آلامها، وهذا ما يزيد صعوبة تقبل الفقد، فيجعل المربي في حالة قلق ولوم للذات بإهماله صديقه الحيوان، حتى وإن فعل كل ما يجب عليه فعله، فإن لوم الذات يصعب زواله.


إن إدراكنا قيمة هذه الكائنات اللطيفة في منازلنا تساعد مربي الحيوانات الذين مروا بتجربة الفقد، بأن حزنكم مبرر، وأسباب حزنكم وجيهة، ولا داعي لأخذ مواقف دفاعية بسبب أحزانكم، وليس هناك ما يدعو للخجل أو الشعور بالعار منه! وهذه أولى خطوات تخطي حزن الفقد لديكم، بأن تتقبلوا مشاعركم تجاه الموقف.


أسباب الفقد


تتنوع أسباب فقد حيوانك الأليف، وبالتالي تتنوع أساليب مواجهتك مع أسباب الفقد المختلفة، فأحيانا يكون الحيوان كبيرا في السن، وأحيانا بسبب مرض عضال أصابه ولم تتمكن من علاجه. وأحيانًا أخرى يكون الفقد بسبب الإهمال الطبي من قبل العيادة، سواء في تشخيصها بدايةً أو كيف تم التعامل مع حالة الحيوان.

وأحيانا تكون فندقة الحيوانات والملاجئ بؤرة سيئة لانتشار العدوى، وبسببها قد يتعرض حيوانك الأليف لفايروس لسوء مستوى النظافة والإدارة.

وهناك بالتأكيد أسباب أخرى مثل التعرض لحوادث السيارات، نتيجة الهروب من المنزل، أو لأسباب فضولية أو بحثا عن الشريك للتزاوج، والأسباب لا تنتهي، والسبب مهم لتقدير الموقف.


التعامل مع الحزن


علينا أولا التفريق بين كل شخص وآخر، فإن تجاوزت أنت الحزن في أسبوع لا يعني هذا بالضرورة أن الجميع سيتجاوزونه في نفس المدة، فقد يتأثرون هم سلبا أكثر منك، وردود فعل الأطفال لهذا الموقف أيضا ستختلف عن أشقائهم الكبار أو عمن سبق وشعر بالفقد من قبل... وهكذا.


تقول الدكتورة (إليزابيث كيوبلر) في نموذجها المعروف باسم (نموذج كيوبلر روس) فإن الحزن يمر بخمس مراحل رئيسة، تختلف من شخص لآخر، وقد يختلف ترتيبه بين الناس كذلك:


  • الإنكار: ينكر فيها الشخص حالته النفسية السيئة ويتظاهر بأنه بخير.

  • الغضب: يحبط الشخص عندما لا يرى بالإنكار نتيجة، فيغضب نتيجة هذا، ويتساءل: لماذا هو بالذات من يحدث له هذا؟ ويصف هذا بغير العدل.

  • المساومة: يدخل في هذه المرحلة الشعور بالذنب، فيتمنى الشخص أن يفعل أي شيء مقابل عودته، رغم يقينه باستحالتها.

  • الاكتئاب: اليأس مما سبق والوصول للحقيقة الحتمية، ويكون فيها في مرحلة حزن.

  • التقبل: التعايش مع الأمر الواقع ورجوع الأمور لطبيعتها.


نصائح:


  • أعط نفسك الحرية للتعبير عن حزنك، ولا تكتم مشاعرك

  • دوّن واكتب مشاعرك السلبية، فإن هذا سيسهل عليك تفريغ مشاعرك والتركيز عليها لحلها.

  • لا تحاول أو تبذل الجهد في أن تنساه، ولكن حاول أن تبعد ما يذكرك به.

  • لا تتردد بالتواصل مع الأخصائيين النفسيين عند استدعاء الحاجة.

  • لا تكذب على الأطفال عند فقدهم لحيوانهم الأليف، بادعاء هروبه مثلا، بل تعاطف معه ومع حزنه، وأشعره باهتمامك.


تأثير الفقد على الحيوانات الأخرى


قد تعاني الحيوانات الباقية عند وفاة أحد الحيوانات المقربة منها بأعراض مثل الامتناع عن الأكل، والأنين، وتغيّر في الروتين اليومي المعتاد، وانخفاض في النشاط، وهذا قد يتطلب تدخل الطبيب المختص.


وأخيرا وليس آخرا، تجدر الإشارة بالتذكير على أهمية دفن الحيوان في مكان ملائم.


المصادر:








٣٧١ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل
bottom of page